تخيل البطل المتحول يقدم الإقرارات الضريبية بينما يقوم بإعداد عشاء رائع، لا تتردد في مدح الطاهي، لكن إياك أن تغضبه. لا ينطبق نفس الأمر على الذكاء الاصطناعي في العالم الواقعي "على الأقل في 2019"، لكن ستظل التكنولوجيا تعمل على تحول جميع الصناعات وبشكل كبير، حيث يتم بالفعل استخدام العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي كل يوم، بدءًا من برامج الدردشة الآلية وحتى خوارزميات محرك البحث.
المحاسبون أيضًا سيستفيدون من هذه التقنية المتطورة. حيث يتم بالفعل استخدام تلك التقنية في جوانب متعددة من الصناعة، وسيزداد عدد التطبيقات فقط.
نظرة عامة سريعة على الذكاء الاصطناعي
يهدف مطورو الذكاء الاصطناعي إلى تمكين الآلات من معالجة المعلومات مثل البشر. وبهذه الطريقة، يمكن لأجهزة الحاسب العمل والتصرف بطريقة مشابهة للبشر. وفي أحسن الأحوال، بإمكانهم التفكير بطريقة إبداعية ومستقلة، والتوصل في النهاية إلى حكم أفضل من البشر "وذلك عندما تخطط أليكسا – البطلة في أفلام الخيال العلمي - لتدمير البشرية من أجل إنقاذ العالم".
وبعيدًا عن المزاح، من الناحية العملية يمكن النظر إلى الذكاء الاصطناعي كمساعد - نأمل قريباً في توافر مساعد متميز – والذي سيقوم بالمهام الإدارية التي تستغرق معظم وقت المحاسب.
ومع ذلك، هناك فارق كبير بين البشر وذكاء الآلات ويتمثل هذا الفارق في قدرة الآلات على معالجة قدر هائل من المعلومات وبسرعة فائقة. قد تستهلك الآلات كميات هائلة من المعلومات لتحديد الأنماط والمساعدة في اتخاذ قرارات مستنيرة.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المحاسبين
يستخدم الذكاء الاصطناعي الآن بالفعل في مجال المحاسبة، وسيزداد هذا الدور بشكل ملحوظ مع استمرار الصناعة في تطبيق التشغيل الآلي وتقليل الاعتماد على الإدخال اليدوي للبيانات. يمكنك بالفعل العثور على تقنية الذكاء الاصطناعي في عدد من تطبيقات البرمجيات مع مزايا تشمل ما يلي "على سبيل المثال لا الحصر":
زيادة كمية ونوعية تحليل البيانات: بإمكان الذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات "المنظمة وغير المنظمة"، وتعزيز حجم ونطاق ودقة التحليل. غالبًا ما يقوم المراجعون بإجراءات الاختبار - بإمكان الذكاء الاصطناعي حرفيًا تحليل جميع المعاملات المتاحة.
تعزيز قدرات الرقابة والكشف: بإمكان الذكاء الاصطناعي التفوق على البشر في استخلاص الرؤى والأفكار، وتحديد العلامات والإشارات الدقيقة والكشف عن الأنماط الأكثر تعقيدًا.
زيادة القدرة الإدراكية: باستخدام مجموعات التعليقات والملاحظات، بإمكان الذكاء الاصطناعي التعلم الفوري من الأخطاء أو الحالات الجديدة وأن يصبح أكثر ذكاءً بمرور الوقت. إنه لا ينسى أبدًا ويقوم بإنشاء وتعزيز ذاكرة مؤسسية بشكل متواصل.
تحسين مستوى التوافق: بإمكان الذكاء الاصطناعي صنع القرار بشكل أكثر اتساقًا. الروبوتات لا تشعر بالملل، أو التعب، أو الإحباط، أو تقلب المزاج، أو الكسل، أو الانفعال، أو الجوع، أو العطش أو المرض.
لا تتأثر الآلات بالدورات أو التقلبات في الحالات البيولوجية أو الفسيولوجية مثل البشر. كما أنهم لا يأخذون إجازات أو يتغيبون عن العمل.
الحد من المهام المتكررة: بإمكان المحاسبين تركيز جهودهم على جميع الأعمال التي تتطلب لمسة إنسانية، بدلاً من إضاعة الوقت في المهام الشاقة مثل إدخال البيانات وإجراءات المراجعة اليدوية.
تقليل الأخطاء: في البيئة التقليدية لمسك الدفاتر، قد تمر الأخطاء المحاسبية دون أن يلاحظها أحد. بإمكان الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأخطاء على الفور والتأكد دائمًا من دقة الدفاتر.
مخالصة الفواتير بشكل أسرع: قد يكون التعامل مع المدفوعات من فواتير متعددة أمرًا صعبًا. يسمح التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات ومخالصة الفواتير أو إنشاء فواتير جديدة.
تسريع تحليل البيانات: بإمكان الذكاء الاصطناعي القيام بمهام واسعة النطاق يستحيل فعليًا على البشر تنفيذها في الوقت المناسب. مثال: بإمكان الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات من كل مشروع محاسبي انتهيت منه خلال عملك بالمهنة. بإمكان التكنولوجيا أن تقدم رؤى وأفكار قيمة حول كيفية البدء بتنفيذ فكرة مشروع محتمل بشكل أكثر فاعلية أو حتى توصية الشركة بنبذ الفكرة كليًا. في حين أن المحاسب البشري قد يتوصل إلى نفس النتيجة، بعد استغراق ساعات لا حصر لها في مراجعة واستعراض البيانات.
عمليات تدقيق في الوقت الفعلي لضمان الامتثال: بإمكان الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأخطاء الدقيقة والإبلاغ عن الوثائق غير الصحيحة في تقارير المصروفات ومطالبات السفر. في حين أن مراجعة هذه التفاصيل بعناية ستكون مملة للغاية للمحاسبين البشر، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تتعلم سياسات الشركة وتحلل البيانات بكميات كبيرة لضمان عدم وجود اختلافات.
المهارات المحاسبية الجديدة المطلوبة لعصر الذكاء الاصطناعي
يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا ستحل محل الكثير من الوظائف على جميع مستويات المهارات. في مجال المحاسبة، قام باري ميلانكون، الرئيس التنفيذي للمعهد الأمريكي للمحاسبين القانونيين المعتمدين "AICPA"، بتنبؤ مقلق وهو أن صناعة المحاسبة قد تتأثر سلبًا بالتغيرات في التكنولوجيا، حيث سيفقد أكثر من مليون شخص وظائفهم. سواء كان ذلك صحيحًا أم لا، يجب على المحاسبين استخدام هذه التقنية، تمامًا كما كان الأمر مع الحاسوب أو الإنترنت.
سيتعين على المتخصصين في الضرائب أن يتعلموا كيفية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنشطتهم اليومية، على سبيل المثال، تطوير القدرة على أتمتة سير العمل وتفسير الأنواع الجديدة من البيانات. كما ستكون هناك حاجة ماسة إلى الاستفادة من قوة التعلم الآلي.
سيشجع هذا التطور التكنولوجي المحاسبين على الجمع بين "مهارتهم في مجال التكنولوجيا" ومهاراتهم البشرية - التي لا يمكن للآلات التوصل إليها - مثل سرد القصص والتواصل الفعال وبناء العلاقات.
صناعة المحاسبة تتطور ويتعين على المهنيين التكيف مع هذه التغييرات وفهم كيفية الاستجابة لها بفعالية. رغم أن الذكاء الاصطناعي عبارة عن تقنية رائعة وغالبًا ما نتصور أن تحل أجهزة الحاسوب محل البشر، إلا أننا قد نقلل من أهمية المهارات الإنسانية البحتة مثل الحماس أو الإبداع أو التعاطف: وجميعها مهارات جوهرية وضرورية في مهنتنا.