بازدياد عدد البشر المعزولين نتيجة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، فإن مرض COVID-19 لا يعتبر التهديد الوحيد للصحة العامة الذي يجب أن نقلق بشأنه، بل هناك الوحدة التى تنتج عن العزلة الاجتماعية أيضًا.
حيث قلب وباء كورونا العالم رأساً على عقب، مع هذا الإضطراب، الذي يرافقه التباعد الإجتماعي والتعليمات الحالية بالبقاء في المنزل، من المتوقع أن تظهر مشاعر الخوف وانعدام الأمن وانعدام السيطرة والغضب.
لكن كيف يمكننا مساعدة فريقنا على تقليل مشاعر القلق والعزلة الاجتماعية؟
أولا ابدأ بالقبول، حيث يبدو هذا بسيطًا ولكنه ليس سهلًا بالضرورة، حيث يبدأ القبول عندما نعترف بما يحدث في الوضع الحالي، مقابل أمانينا بما يكون عليه الوضع أو قلقنا بشأن ما قد يحدث.
قد نقول: "إننا نشهد جائحة الآن. لقد تغيرت حياتنا وعملنا. لدينا مخاوف ونشعر بالقلق بشأن صحتنا، وأمورنا المالية، واستمرارية العمل، والاقتصاد وما إلى ذلك. قد نشعر بالغضب أو الخوف أو المشاعر الأخرى. لكن لا يزال بإمكاننا اتخاذ إجراء".
يتمثل القبول ببساطة في الاعتراف بالوضع الحالي ومشاعرك الحالية كما هي. لا تتجاهل المشاعر التي تظهر – سواء مشاعرك أو مشاعر الغير – ولا تكذبها. ولا يهم ما هو الشيء الذي يجبرنا على العمل من المنزل. انه ليس "خطأ" أحد. إنها جائحة. هل يمكن التعامل مع بعض الأشياء بشكل أفضل أو الإعلان عنها في الوقت المناسب وبشفافية أكبر؟ ربما. لكن هذا كان في الماضي وخارج سيطرتنا. وبدلاً من رثاء الماضي، يجب أن نركز الآن على الحاضر.
اتبع هذه الاستراتيجيات الخمس لمساعدتك على التركيز على الوقت الحاضر وتقليل مشاعر القلق والعزلة الاجتماعية التي يسببها هذا الوباء:
كُن يقظًا
اليقظة هي التركيز على اللحظة الحالية، وهي طريقة رائعة لإدارة القلق وتقليل المشاعر أو ردود الأفعال السلبية الأخرى التي قد تواجهها. هناك طريقتان يمكنك من خلالهما ممارسة اليقظة الذهنية لمساعدتك على التركيز على اللحظة الحالية "بدلاً من إجهاد التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل" من خلال التنفس وملاحظة أفكارك.
الحفاظ على الإيجابية
حيث تستطيع العقلية الإيجابية أن تقطع شوطا طويلا خلال الأوقات الصعبة. ابدأ بالتركيز على ما يُجدي وما تشعر بأهميته بالنسبة لك، حتى في حال الخوف وعدم اليقين من حولنا. قم بتغذية عقلك بالصور والأفكار الإيجابية. انتقي مصادر أخبارك وتجنب جميع المصار الأخرى طوال اليوم. قم بتحويل أفكارك إلى نتائج متفائلة، مثل "سنتجاوز الأزمة" و"ستكون منشآتنا الطبية كافية"، و"سنتجاوز ذلك معًا". كما يمكنك تطبيق نفس الأمر على قرارات العمل. على سبيل المثال، "سنحاول عدم الاستغناء عن الموظفين وسنوقف المكافآت وسنقلل من المبالغ التي يقوم الشركاء بسحبها بدلاً من ذلك" أو "سنحول نموذج العمل إلى العمل الافتراضي حتى نتمكن من إنجاز هذه المهام"، أو "سنوقف هذه المبادرة الآن ونعيد النظر فيها هذا الصيف".
إنشاء عقلية الاتصال
مع التباعد الاجتماعي وتعليمات البقاء بالمنزل بسبب وباء كورونا، تزداد مشاعر العزلة الاجتماعية والوحدة. فمن المهم للغاية تعزيز الاتصال أثناء تفشي وباء كورونا الجديد. فالتواصل البشري ضروري، لذلك فإننا نكتشف طرقًا للتواصل مع الآخرين مع الحفاظ على المسافة المادية. للمساعدة في تقليل مشاعر العزلة الاجتماعية:
1- حافظ على التواصل
خلال هذا الوقت من التباعد الاجتماعي، سيصاب المنفتحون بالجنون. فهٌم بحاجة إلى منافذ للتواصل والاختلاط وحل المشكلات بصوت عالٍ. قد يبدو الانطوائيون على ما يرام، لكنهم يميلون إلى التحكم بالأشياء وقد يكون ذلك غير صحي لأن حوارهم الداخلي سوف يصبح أعلى وأعلى صوتًا لأنه يزيد من القلق والإحباط والخوف دون وجود منفذ آخر. إذا واصلت العمل دون تواصل، فربما يتطور الأمر إلى الانسحاب، ونقص الإنتاجية، والاكتئاب وحتى المرض. ابحث عن طرق لمساعدة كل من المنفتحين والانطوائيين للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين.
قم بتكليف المدربين المهنيين أو الشركاء أو المديرين بالتواصل مع أفراد محددين والتحقق من التواصل اليومي معهم عبر الهاتف أو مؤتمرات الفيديو. الحوارات القصيرة مهمة في هذا الوقت وقد لا يحبذها البعض. قدِّم أمثلة على الأسئلة التي يمكنك طرحها، مثل "كيف حالك اليوم؟" و "ما الدعم الذي تحتاجه؟" و "ماذا تفعل من أجل المتعة والتواصل مع العائلة والأصدقاء؟" احرص على عدم البدء في تنفيذ مخرجات العمل وطلبات ومشاكل العملاء دون أن تفهم أولاً كيف حال كل شخص وما الذي يتعاملون معه في ذلك اليوم.
2- تحقق من العواطف والمشاعر
يجب أن تشجع وتعزز الشعور بالأمان لشركائك وأعضاء فريقك للتعبيرعن مشاعر القلق أو الخوف - وربما حتى الدموع. عندما يمكنهم مشاركة مشاعرهم، يمكنهم الاقتراب من القبول ثم العمل.
3- ابحث عن طرق للتواصل الاجتماعي
يجب أن تقوم بإعداد استراتيجيات للحفاظ على ثقافة قوية أثناء العمل عن بعد، بما في ذلك عقد اجتماعات "ساعات الساعات" و"ساعات الغداء"، ولعب الألعاب معًا، والاحتفال بالانتصارات والأخبار الجيدة، وطرق أخرى للحفاظ على تقاليد المكتب أثناء عمل الفريق عن بُعد. حاول الحفاظ على بعض الممارسات التي تمارسها
عادةً في المكتب - فقط كن مبدعًا في كيفية القيام بها بطريقة رقمية. المرح واللعب معًا مهمان الآن!
التواصل ثم التواصل بشكل أكبر
أحد أفضل الأسلحة لتعزيز القبول وتقليل مشاعر القلق هو إيصال المعلومات والقرارات وحتى معالجة المخاوف عند ظهورها. لطالما كنا من أنصار التواصل الزائد "فقط اسأل أعضاء فريقنا وعملائنا!".
استخدم أدوات التواصل: أصبحت التطبيقات والمنصات الاجتماعية تُصنَع بشكل متزايد للتحسين من تواصلنا عبر الإنترنت مع أحبائنا، وتتضمن تطبيقات مثل «إيكاريا» Ikaria و«كوكون» Cocoon و«مونارو» Monaru و«سكواد» Squad. إذا كنتَ ممن يتعاملون بشكل جيد مع الهيكل الاجتماعي، فإن هذه الأدوات ربما تمثل خيارًا مفيدًا لك. أو يمكنك استخدام بادئات المحادثة مثل «تايبل توبيكس» TableTopics أو «ذي آند» The And لبدء محادثات مثيرة للاهتمام خلال مكالمة فيديو.
شارك الحقائق
تتوالى المعلومات بسرعة فائقة ويصعب مواكبة تلك السرعة ومعرفة الغث من السمين. يتسبب كلا من المجهول وعدم اليقين في صعوبة الأمور وقد يسببان زيادة مشاعر القلق والخوف وعدم التحكم. إن مشاركة ما تعرفه الآن وما تعرفه أثناء صناعة القرار قد يساعدك وفريقك على اتخاذ إجراء. كلما توافر المزيد من المعلومات، قم بمشاركتها وتغيير الخطط حسب الضرورة. يمكن يساعد اتخاذ خطوات صغيرة في الحفاظ على الشعور بالتحكم والشعور أن باستطاعتك القيام بأشياء ما لمعالجة الموقف.
حافظ على تنوع وسائل الاتصال الخاصة بك
بالإضافة إلى الاختلافات بين المنفتحين والانطوائيين، فإن الناس يستوعبون المعلومات بشكل مختلف أيضًا. تأكد من توصيل المعلومة بطرق مختلفة، مثل اجتماعات Zoom، ورسائل البريد الإلكتروني، وSkype أو Teams، ومقاطع الفيديو، ومناقشات المجموعات الصغيرة والمحادثات الفردية. وكن حريصًا على عدم التواصل بناءً على تفضيلاتك فقط، أو أن بعض أعضاء فريقك سيشعرون أنهم "لم يسمعوا بذلك أبدًا" أو "لم يكونوا على علم أو دراية بالأمر". من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تستخدم وسائل اتصال مختلفة.
أظهر مشاعر الشفقة
يمكنك القول أن هذا هو وضعنا الطبيعي الجديد، لكن يتطلب الأمر إعادة تعريف هذا الوضع الجديد يوميًا. المرونة هي المفتاح، وستعين عليك الآن التخلص من المعايير والتوقعات القديمة، مثل تعلم كيفية تحقيق أقصى قدر من الإنتاجية في بيئة منزلك الجديدة مع أصوات الأطفال والكلب في الخلفية. أظهر مشاعر الشفقة أولاً مع نفسك ثم مع الآخرين وأنت تتنقل في هذا الوضع الطبيعي الجديد. يمكنك القيام بذلك عن طريق الخطوات التالية:
• الاعتراف بأننا نبذل قصارى جهدنا خلال هذه الأوقات غير المسبوقة.
• التحلي بالمرونة في التوقعات والاستعداد للتفاوض بشأنها لتوفير المرونة للجميع "أكتب هذه التوقعات لتوفير الوضوح والاتفاق".
• مراعاة التأثير على الآخرين أثناء اتخاذ القرارات.
• التواصل مع الآخرين مع إظهار مشار الشفقة واللطف.
• الاعتراف بجهود الآخرين وتقديرهم - في بعض الأحيان لمجرد الظهور، والحفاظ على الإيجابية، ومشاركة الفريق.
فى النهاية .. يذكّرنا وباء «كورونا» بأن التواصل البشري يمكنه نشر المرض. لكن هذا التواصل أيضًا يمكنه تعزيز سلامتنا. لذا دعونا نستغل هذه الفرصة للاعتراف بأهمية العلاقات من أجل صحتنا، واستغلال التكنولوجيا من أجل سلامنا الاجتماعي.